ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ قال المولى المقدس (عليه السلام) ج19 ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
التواضع، وترك العادات التي تركز التكبر والانـــانية. ومن الواضح انه كلما صعد الفرد في درجات الايمان، قل تكبره، وزاد تواضعه، حتى يصل إلى درجة لايرى لذاته أية اهمية واي وجود. وإنما تحصل مثل هذه العادات نتيجة لنقاط الضعف التي يريد الفرد ان يغطيها ويسترها من نفسه، وهو يعلم ان ذاته الحقيقية ما هي ؟ وما فيها من قصور وتقصير ؟ كما قال الله تعالى ((بل الانسان على نفسه بصيرة ولو القى معاذيره))، فانه يحملك ويرميك في كذا وكذا وهو كاذب في كل ما قال. صلوا على محمد وال محمد
واما الاخبار فعن ابي سليمان الزاهد عن ابي عبد الله الصادق (سلام الله عليه)، قال: (من رضي بدون الشرف من المجلس لم يزل الله وملائكته يصلون عليه حتى يقوم) وهي نص بالاستحباب الاكيد للرضا بدون الشرف من المجلس ـ ومن ذا الذي لايطمع بصلاة الله تعالى عليه وملائكته ـ وضعف سندها مجبور بادلة التسامح بادلة السنن، وهي صحيحة (اي هذه القاعدة) من هذه الناحية واجماعية.
وعن عبد الله ابن المغيرة عمن ذكره عن ابي عبد الله عليه السلام، قال: (كان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم إذا دخل منزلاً قعد في ادنى المجلس إليه حين يدخل).
وعن هارون بن خارجة عن ابي عبد الله عليه السلام، قال: (ان من التواضع ان يجلس الرجل دون شرفه). اقول ومن الواضح ان التواضع ليس للناس بل لله، ومن هنا ورد (من تواضع لله رفعه الله، ومن تكبر على الله اذله الله).
صلوا على محمد وال محمد
وعن علي بن ابراهيم عن ابيه عن النوفلي عن السكوني عن ابي عبد الله (عليه السلام)، وهي معتبرة سندا في المشهور وانا اؤيد هذا المشهور، قال: (من التواضع ان ترضى بالمجلس دون المجلس) أي دون المجلس الذي يناسبك (وان تسلم على من تلقى) كائنا من كان، ليس مثل ذلك الذي يقول : لا الوث شاربي من دم الارنب. بل تواضع له وسلم عليه قربة للعزيز الحكيم، ولا تقل انه ينبغي ان اسلم على شخص (كشخة) ، اما الفقير والمتدني فلا اسلم عليه. فاذا فعلت ذلك، اذن انت خارج من رحمة الله وداخل في غضب الله.
صلوا على محمد وال محمد
(من التواضع ان ترضى بالمجلس دون المجلس، وان تسلم على من تلقى، وان تترك المراء وان كنت محقا) ليس بدافع الانانية تدافع عن نفسك وعن ارائك التي هي غير معلومة صحيحة ام كاذبة. لا، بل تواضع لله واسكت. (ولا تحب ان تحمد على التقوى) انه انا صمت وانا صليت صلاة الليل وانا ذهبت إلى زيارة الحسين (عليه السلام) في ليلة الجمعة !! اسكت. الله يدري أم لايدري ؟ طبعا يعلم. فان كنت ذا اهمية لديه يقبلها منك، واما ان تورط نفسك بالرياء، فتعسا لك.
صلوا على محمد وال محمد (وهنا صاح المصلون اللهم صل على محمد وال محمد).
بل ورد المنع اخلاقيا عن تقديم الطاعة، والتبجح بها حتى إلى الله سبحانه، حتى إلى الله لاتقل انا اطعتك وانا صليت لك، قدم ذنوبك فقط. المعصوم يقول ليس لي عمل استحق به الجنة، فكيف انا وامثالي من المتدنين الحقراء. اعتبروا يا اولي الابصار، إلى متى انتم غفلة (ومنغمسين) بالذنوب والدنيا الدنية والنفس الامارة بالسوء ؟ إلى متى ؟ اشعر حبيبي !