يتساءل سكان الموصل عن سبب انسحاب الجيش بدون قتال
الوضع في العراق ما زال في مركز اهتمام الصحف البريطانية الصادرة صباح السبت، وحفلت الصحف بالعديد من التقارير والتحليلات حول الوضع الذي خلقته سيطرة داعش على الموصل.
في صحيفة الفاينانشال تايمز تكتب إريكا سولومون من إربيل عن انسحاب الجيش منها، وتسرد روايات المواطنين عن ذلك.
يستغرب المواطنون الانسحاب المفاجئ لقوات الجيش بالرغم من أنه كانت هناك إشارات واضحة لتحركات غريبة لقوات داعش خارج مدينة الموصل، فلماذا لم يستعد الجيش للمواجهة؟ ولماذا انسحبت قواته دون قتال؟ هذه أسئلة لا يجد المواطنون جوابا عليها، حسب الصحيفة.
ويروي بعض شهود العيان لمراسلة الصحيفة أن بعض سكان الموصل السنة الغاضبين على الحكومة انضموا إلى قوات داعش، وأن القوة التي احتلت المدينة لم تكن تتكون سوى من بضع مئات من المواطنين، ثم التحق بها مواطنون من المدينة.
وقال بعض المواطنين إنهم حذروا قيادة الجيش حين كان مسلحو داعش على بعد 500 متر من مقر الحاكمية، ثم حين كانوا على بعد 200 متر، لكنهم لم يحركوا ساكنا.
ما الذي حصل بالضبط؟ يتساءل المواطنون . هل كانت هناك خيانة ؟
الجواب على هذا السؤال ليس متاحا بعد، وإن كان الانسحاب المريب للجيش دون مواجهته للمسلحين يجعل البعض يعتقد أن هناك خيانة وراء ما حدث، حسب الصحيفة.
"موت الشرق الأوسط القديم"
وفي صحيفة الإندبندنت يكتب روبرت فيسك عن موت التقسيم القديم للشرق الأوسط حسب معاهدة سايكس-بيكو.
يقول فيسك إن الخلافة الإسلامية للعراق وسوريا قد ولدت، وقد حققها، ولو بشكل مؤقت، مقاتلو القاعدة السنة، الذين لا يعترفون بالحدود الجغرافية بين سوريا والعراق والأردن ولبنان.
ويرى فيسك أن استيلاء مقاتلي "الدولة الإسلامية في العراق والشام" على مدينة الموصل يؤكد انهيار التقسيم الذي فرضته معاهدة سايكس-بيكون بعد الحرب العالمية الأولى.
ويشرح فيسك في مقاله كيف اصبحت الموصل بعد الحرب العالمية الأولى تحت الانتداب الفرنسي ثم كيف عادت لاحقا إلى الانتداب البريطاني.
يقول كاتب المقال إنه في الشرق الأوسط الجديد سيزداد نفوذ السعودية على نفط المنطقة، وستقل صادرات العراق من النفط، مما سيزيد في أسعار النفط.
إذن أصبح نفط الموصل بأيدي سنية، كذلك النفط غير المكتشف بعد تحت الأرض التي يسيطر عليها المسلحون السنة.
ويستنتج فيسك من التقسيم السني الشيعي احتمال نشوب حرب شبيهة بالحرب العراقية الإيرانية التي أودت بحياة مليون ونصف مليون شخص.